توفير المياه في منزلك: أنظمة ذكيّة تساعدك على توفير المياه

Saving Water In Your Home Article Image

رغم أن استخدام المياه للأغراض المنزلية يتراوح بين 8-10% فقط من إجمالي استهلاك المياه في العالم، إلا أنه في دول تُصنّف كدول تُعاني من الإجهاد المائي مثل مصر والمغرب، فإن كل قطرة ماء تساوي حياة، في مصر على سبيل المثال تستهلك البلاد قرابة 5.5 مليار متر مكعب من المياه للأغراض المنزلية، بينما تستهلك المغرب لأغراض الشرب والسياحة والصناعة قرابة 1.7 مليار متر مكعب وهذه كميات هائلة من المياه.

لحسن الحظ، ثمّة تقنيات ذكيّة مُتاحة بالفعل تُساعد على تقليل هدر المياه في المنازل، والعديد منها سهلة التركيب وزهيدة الثمن، واستخدامها على المدى الطويل يُمكن أن يساعد على توفير كميات كبيرة من المياه المُهدَرة، وأيضاً يُساهم في تقليل فاتورة استهلاك المياه.

وتنتشر تلك التقنيات في العديد من البلدان التي تُعاني مشاكل في إمدادات المياه. ففي بعض الولايات الأمريكية التي تُعاني نقصاً دورياً في إمدادات المياه مثل كولورادو وكاليفورنيا ونيومكسيكو، تضع السلطات المحلية قواعد على أنواع مرشّات الاستحمام المسموح بتركيبها في المنازل. وفي مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية التي تُعاني من الجفاف على الدوام، تُشرٍك الحكومة المواطنين والشركات في مبادرات لتوفير المياه تتضمن استخدام مرشّات الاستحمام الموفرة وتقليل زمن الاستحمام ودفق المراحيض فقط عند الضرورة.

أنظمة مراقبة المياه الذكيّة

تتوافر في السوق العديد من أنظمة مراقبة المياه الذكيّة المتكاملة، تتضمّن هذه الأنظمة حسّاسات لجمع أنواع مختلفة من البيانات المُتعلقة بالمياه مثل معدلات التدفق، وأنماط استهلاك المياه، كما قد تجمع بيانات إضافية مثل جودة المياه. ويمكن للمستخدم بناءً على تلك البيانات وضع خطّة لتقليل الهدر والاستغلال الأمثل للمياه في المنزل.

أجهزة اكتشاف التسرّب

وفقاً لأرقام رسمية، خلال العام المالي 2021-2022، 26.5% من مياه الشرب المُنتجة في مصر لم تصل إلى المستهلك.وفي المغرب تُفقد حوالي 50% من المياه في شبكة المياه العمومية.

تتوافر في السوق أجهزة صغيرة يُمكِن شراؤها وتركيبها في المنزل، وهي قادرة على اكتشاف تسرّب المياه بدقة كبيرة بتكلفة لا تتعدى 50 دولار أمريكي (حوالي 2500 جنيه مصري أو 500 درهم مغربي). على المدى الطويل يُمكن لهذه الأجهزة أن تكون حلاً فعالاً من حيث التكلفة للتوفير في فاتورة استهلاك المياه، دون الأخذ في الاعتبار أيضاً الأضرار المادية التي قد تمنعها نتيجة تسرّب المياه على الأثاث والمباني.

الصنابير والمراحيض ومرشّات الاستحمام الذكيّة

تعتبر مرشّات الاستحمام من أكثر العناصر استهلاكاً للمياه في المنازل. في المتوسط، تستهلك المرشّات التقليدية 13 لتراً من الماء في الدقيقة، وممكن الممكن تقليل ذلك عند استخدام المرشّات الحديثة، وتقليل الرقم أكثر عند استخدام المرشّات الذكية.

هناك اليوم مرشّات ذكيّة قادرة على ضبط درجة الحرارة المناسبة من اللحظة الأولى لانسياب المياه، وهناك مرشّات مزودة بمُستشعرات قادرة على الإحساس بجسمك عندما تخرج من تحت الماء لوضع الشامبو وإيقاف التدفق فوراً، بل إن هناك مرشّات ذكيّة تتعلّم تفضيلاتك عند الاستحمام ولا تتركك تقضي وقتاً أطول من اللازم مستمتعاً بالمياه الساخنة.

هناك بالمثل أيضاً صنابير مطبخ ذكيّة يمكن ضبطها للحصول على التدفق المناسب للمياه اعتماداً على الغرض من الاستخدام، وصنابير مُزوّدة بمُستشعرات تُطلِق وتوقف المياه تلقائياً، ومراحيض يمكن دفقها نصف دفقة أو ربع دفقة حسب الحاجة.

عادات يومية لتقليل هدر المياه

جنباً إلى جنب مع التقنيات الذكيّة المذكورة عاليه، من الممكن لتعديلات بسيطة في العادات اليومية تقليل هدر المياه إلى الحد الأدنى، مثل الاستحمام باستخدام المرشّات بدلاً من ملء المغطس بالمياه، وإغلاق الصنابير أثناء غسل الأسنان والحلاقة، ووضع زجاجة من المياه في خزان دافق المرحاض، واستخدام غسّالات الأطباق والملابس وهي ممتلئة بالكامل بدلاً من ملئها جزئياً فقط. ومن الممكن الاطلاع على هذه المقالة للمزيد من نصائح توفير المياه.

الخلاصة، ﻷن كل قطرة ماء تساوي حياة، تزداد أهمية تقليل هدر المياه في المنازل، وتزداد الأهمية في البلدان التي تعاني من الإجهاد المائي مثل مصر والمغرب، وهناك العديد من التقنيات الذكيّة مثل أنظمة مراقبة المياه، وأجهزة اكتشاف التسرّب، والصنابير والمراحيض ومرشّات الاستحمام الذكيّة، القادرة عند استخدامها جنباً إلى جنب مع بعض العادات اليومية الحكيمة على تحقيق وفر كبير في استهلاك المياه في المنازل.

مقالات مقترحة

طرق سهلة لاستخدام كميات أقل من الماء في حياتك اليومية

تعتبر المياه جزءًا حيويًا من حياتنا، ولكن تغير المناخ اصبح واقعا يؤثرعلى وصولنا إلى إمدادات المياه الكافية. وبينما تتناقص مواردنا المائية، فإن تعدادنا السكاني يتزايد أيضًا. فوفقاً لتقرير البنك الدولي بعنوان "الملف القطري لمخاطر المناخ" المنشور في عام 2021، يبلغ عدد سكان مصر 100.3 مليون نسمة اعتبارًا من عام 2019، مع معدل نمو سكاني سنوي قدره 2.0٪ ومن المتوقع أن يصل إلى 120.8 مليون نسمة بحلول عام 2030 و159.9 مليون نسمة بحلول عام 2050 وبالتالي سيؤدي هذا ا>لنمو السكاني إلى تفاقم المشكلة بشكل أكبر.

كيف يمكننا خلق الوعي وجعل أنهارنا اكثر نظافة

نهر النيل يتضرر بشدة من التلوثمن المعروف أن هيرودوت، المؤرخ اليوناني القديم الذي يعتبر "أبو التاريخ"، أطلق على مصر لقب "هبة النيل" وقد اعتمدت الدولة القديمة تاريخياً على نهر النيل لبناء حضارتها الرائعة، وحتى يومنا هذا يظل النيل مصدرها الرئيسي لإمدادات المياه.

توفير المياه في منزلك: أنظمة ذكيّة تساعدك على توفير المياه

رغم أن استخدام المياه للأغراض المنزلية يتراوح بين 8-10% فقط من إجمالي استهلاك المياه في العالم، إلا أنه في دول تُصنّف كدول تُعاني من الإجهاد المائي مثل مصر والمغرب، فإن كل قطرة ماء تساوي حياة، في مصر على سبيل المثال تستهلك البلاد قرابة 5.5 مليار متر مكعب من المياه للأغراض المنزلية، بينما تستهلك المغرب لأغراض الشرب والسياحة والصناعة قرابة 1.7 مليار متر مكعب وهذه كميات هائلة من المياه.

انعقاد حلقة نقاشية للطلاب بشأن تغير المناخ وندرة المياه في معرض إيدوتك EduTech بمصر

شارك أكثر من عشرين طالبًا من طلاب المدارس التقنية في حلقة نقاش من تنظيم الاتحاد الأوروبي في أحد حواراته بشأن المناخ يوم 18 أبريل 2024 في أثناء معرض إيدوتك بالعاصمة المصرية القاهرة، وكان الهدف من حلقة النقاش رفعَ مستوى الوعي بين الشباب بشأن التغير المناخي الذي يهدد قطاع المياه في مصر ويستنزف الموارد المائية، بوصف الحلقة جزءًا من حملة أوسع لخلق توعية بتحديات ندرة المياه الناجمة عن تغير المناخ. وتحث الحملة الشباب أيضًا على اتخاذ إجراءات بتغيير أنماط استهلاكهم اليومي للمياه.

دروس في الحفاظ على المياه ومبادئ محافِظة عليها مستخلصة من فيلم “كثيب 2

يصور فيلم الخيال العلمي “كثيب 2” (Dune 2) بوضوح عالمًا تُمثل فيه ندرة المياه مصدر قلق بالغ، إذ يعرض الكوكب الصحراوي “أراكيس”، حيث تدور أحداث القصة، واقعًا قاسيًا تُعَد كل قطرة ماء فيه شيئًا ثمينًا. وقد ابتكر سكان الكوكب، المعروفون باسم “الفريمن”، أساليب متطورة للحفاظ على المياه مرسّخين بذلك هذا الحفاظ في ثقافتهم، ومن المثير للاهتمام أن هذه الممارسات تتوافق مع العديد من المبادئ المحافِظة على المياه، وتقدم دروسًا ثمينة لعالمنا الذي يواجه ندرة المياه وتغير المناخ.

في السّباق نحو مياه نظيفة: ابتكارات مؤثرة في مجال تحلية المياه

وضعت الأمم المتحدة خطّةً طموحةّ في 2015 تُدعى "أهداف التنمية المستدامة" تشمل 17 هدفاً رئيسياً تسعى المنظمة لتحقيقها بحلول 2030